تناولت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الأزمة السورية المتفاقمة، وخاصة ما تعلق منها باللاجئين السوريين في الأردن، وقالت إنهم يشكلون عبئا على الموارد ويجهدون الاقتصاد ولكنهم في نفس الوقت يملؤون ما به من فجوات.
وقالت الصحيفة إن تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن قد يكون من شأنه الإسهام في إحداث تحول في اقتصاد المملكة ولكنه ربما يشكل تهديدا له في نفس الوقت.
وأوضحت الصحيفة أن قرابة مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الدائرة في بلادهم إلى جارهم الصغير الأردن، وأنهم يشكلون عبئا على الموارد الأردنية ويسهمون في زيادة معاناة البلاد الاقتصادية، ولكنهم في نفس الوقت يملؤون ما وصفته بالفجوات بالاقتصاد، وذلك عن طريق إقامتهم مشاريع صغيرة، وشغلهم وظائف عادة لا يرغب فيها الأردنيون.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الأردنية حذرت في أكثر من مناسبة من تدفق مزيد من اللاجئين السوريين، وأنها أعربت عن القلق إزاء ما يشكلونه من خطر يتمثل في استنزاف الموارد، وأنها صرحت بأنها غير قادرة على استيعاب المزيد.
ارتفاع الأسعار
وأشارت الصحيفة إلى أن الأردنيين يعانون جراء ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والماء والمواد الاستهلاكية في أعقاب رفع الحكومة الدعم عن هذه السلع، مضيفة أن الأردنيين يلقون باللوم على اللاجئين السوريين في "اختفاء الوظائف" والتسبب في ارتفاع الأسعار.
وعلى صعيد متصل باللاجئين السوريين في الأردن، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن الأطفال اللاجئين الذين فروا من الصراع في سوريا معرضون لأشكال من الاستغلال من بينها الزواج المبكر والعنف المنزلي وعمالة الأطفال بالرغم من الجهود المبذولة لاستمرارهم في الدراسة.
وذكر ميشيل سرفادي نائب ممثل اليونيسيف في الأردن أن اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم المملكة يشكلون ضغطا على الخدمات الصحية والتعليمية وموارد المياه الشحيحة أصلا، مشيرا إلى أن معظم السوريين يعيشون في مجتمعات مضيفة في شمال البلاد، ويقيم 120 ألفا منهم في مخيم الزعتري في الصحراء الأردنية.
يشار إلى أن منظمات دولية أعربت عن القلق إزاء معاناة اللاجئين السوريين في الأردن، وأن منظمة أطباء بلا حدود سبق أن حذرت من تفاقم الوضع الصحي الذي يعيشونه في مخيم الزعتري، وقالت إنه "يزداد سوءا"، وإن المخيم تجاوز طاقته الاستيعابية، كما أن طواقم أطباء بلا حدود لاحظوا تزايدا في الأمراض التنفسية وحالات الإسهال بين اللاجئين.
المصدر:الجزيرة,الصحافة الأميركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق